Friday, February 06, 2009

بعد ثلاث سنوات


بعد ثلاث سنوات مضت حاولت استجماع قواى الذهنيه والنفسيه لاستخراج ذلك الصندوق الراكد تحت سريري الملىء بجرائد الثلاث سنوات الماضيه اخرجت الصندوق لا لقراءة مابه هذه المره مثلما افعل عقب نهاية كل عام بل لانتقاء المقالات والتحقيقات الهامه التى حدثت على مدار تلك السنوات الماضيه وايضا مقالات لكتاب تستهوينى القراءه لهم احضرت مج كبير من الكابيتشينو عله يساعدنى على انجاز هذه المهمه وايضا المقص الذى لاغنى عنه لانجاز هذه المهمه بينما انا منهمكه في هذا العمل كانت اختى الصغرى تلهو حولى تحاول ان تتحدث معى الا ان محاولتها باءت بالفشل لانى لم ادع لها الفرصه في الحديث معى وانا منهمكة بهذا العمل الذى يتطلب منى التركيز التام فيه لاادرى ما فعلته معها كان خطاء ام صواب وانها ستاتىهى الاخرى بعد ثلاث سنوات لتذكرنى بذلك الموقف الذى فعلته معها كعادتها فقد فعلتها ذات مره عندما جاءت وقالت لى "فاكره لما كنت في سنة اولى وانتى حد شخبطلك على كتابك وجيتى زعقتيلى ومكنتش انا الى شخبط عليه ... انتى ليه زعقتيلى كده يوميها" حينها انتابتنى لحظه صمت من الدهشه لما اسمعه فقد مرت ثلاث سنوات على ذلك ولم تنسى هذا الموقف ترقرقت دمعه بعينى حاولت اخفاءا عنها واخذتها في حضنى اعتذر لها عن ماحدث وحاولت ان افهمها عندما اكون مشغوله لا تزعجنى ولكنها قبلت اعتذارى بالبكاء فذكرتنى حينها بنفسي عندما يخطا شخص بحقى وياتى ليعتذر بعدها فابكى وان كان البكاء لايبدوا ظاهرا احيانا ولكنه يعتصرتى بداخلى باختصار "بتصعب نفسي عليا اوى" وهكذا هى . في تلك اللحظه تذكرت ذلك الموقف فناديت عليها وتركت الجرائد فقد بقيت ثلاث سنوات كامله فلن يصيبها شيء ان بقيت عشر دقائق اخرى اتفرغ فيها لصغيرتى في سيبل الاتنام حزينه وتتذكر لى الموقف فاتت لى مسرعه عندما ناديتها قولت لها ايوة يا حبيتى كنتى عاوزة ايه قالت لى " ممكن تساعدينى احل الكلمات المتقاطعه في المجله بابا حل معايا شويه " جلست بجوارى اساعدها في بعض الكلمات وتركت لها باقى كى اتفرغ لجرائدى فبرغم ان الكلمات المتقاطعه تبدوا اكبر من سنها الا انها تهتم دائما بلمىء تلك المربعات الفارغه بمساعدتى او بمساعدة بابا وربما كاناستعصى الامر عليهاهذه المرة فقلبت على صفحه الابراج ثم عن اخبار الفنانين سبحان الله وكاننىارى نفسي عندما كنت بسنها كم كنت شغوفه بالجلوس بجوار بابا وهو يملىء تلك المربعات الفارغه وكم كنت حريصه ايضا ان اخد منه الجريدة بعدانينتهى من قرائتها لقرأ صفحة الابراج حينها ابتسمت لانى رايت نفسي فيها .تركت صغيرتى هى وشانها وتفرغت لكم الجائد وقصاصات الورق المبعثره حولى وسبحان الذى صبرنى على تلك المهمه اخذت اقلب صفحات الجرائد انتزع منها ما اراه مناسبا للاحتفاظ بينما كاد الملل يقتلنى وطاقة صبرى اوشكت على النفاذ فاذا بي افتح جريدة "عين" على صفحة 5 تحديدا فغالبا هى اول صفحه تبحث عينى عنها عندما امسك بتلك الجريدة فوجدت"يــــــــــــــــــــــــــــارب"تتصدر الصفحه وتتصدر ايضا مقال الكاتب "يسرى الفخرانى" وكانه لم يبدوا مقالا هذه المره او حتى خاطرة او قصه لكنه كان دعاء " يارب اجعلنا نرى انفسنا كما يجب ان نكون لا اكثر ولا اقل نعرف اين نقف والى اين نذهب لا نجلد انفسنا ولانعصمها من الخطأ اجعلنا اقرب اليك من قلوبنا التى نعيش بها لا ننفصل عنك ونحن نناقش تفاصيل حياتنا اليوميه اجعلنا نغضب لنتغير من داخلنا نغضب لنصنع حياة اجمل نستحقها ،نغضب لنعيش بدلا من ان نموت من الياس والاحباط والاكتئاب ،ياارب ..اجعلنا اقوى بانفسنا لابغيرنا .اقوى بما نملك وهو كثير لابما ننتظره من الاخرين ان يهبوه لنا ،اقوى من زمن لايعترف الا بالاقوياء الذين يحلمون بمستقبل افضل مما هو متاح واروع مما رضينا به ،يارب اجعلنا نستيقظ لقدمضى وقت طويل ونحن نائمون نصدق بسذاجه كل ما يقال لنا، كل من يضحكون علينا ،كل من يبيعون هذا الوطن بمن فيه ويقبضون الثمن من ارواحنا واعصابنا،لقد غرقنا في الخرافات ولم ننتبه انها اقصر الطرق الى النهاية التى لانتمناها مع اننا نندفع اليها، اين ذهبت الضامئر والقيم والمبادىء، من كسر اصابعنا حتى لانكتب الحكمه ،من قص الستننا حتى لانقول الحقيقه،من صادر اللون والفرشاه حتى لانرسم الوطن نجمه وشمسا وفراشه، من علمنا ان نختبيء في الصمت حتى لانصرخ. يارب.. الحياة اصبحت صعبه اختلطت فيها كل الاشياء والوجوه لم نعد نملك القدرة على ان نفرق بين الابتسامه التى تحيي والابتسامة التى تميت، بين ملامح الملائكه واقنعة الشياطين ،بين الزهرة والسكين بين الامل والالم بين المقتول والقاتل والقلم الذى يكتب شهادة الميلا والقلم الذى يكتب حكما بالاعدام.
كل يوم نقول غدا افضل نكذب لنعيش لنستهلك العمر في خدعه نحن اخترعناها لنصدقهاوبئر حفرناها لنسقط فيها،ومقبرة بنيناها ونحن على قيد الحياة ،غداسوف يكون افضل بالفعل حين تتحول الكلمه الى ماهو اكثر من الامنيات.
يارب ساعدنا على ان نحب الحياه،والاننتظر حتى تحبنا الحياه ،ان نتوقف وسط الطوفان من الكوارث والاحداث والغموض لنكتشف الى اين تاخذنا الايام التى نعيشها، ان نستعيد قامتنا المنسيه التى احنتها الظروف ونناقش القادم بكبرياء يليق بنا.
يارب ...الهمنا الصواب الذى فقدناه ،الخطوة التى تعثرنا فيها ،الوقت الذىاهملناه ،الحلم الذى سخرنا منه،البهجة التى من ابسط حقوقنا،المشروع الذى نعيش من اجله،الاحساس الذى سقط في المشوار،المتعه التى تجعلنا نواصل الحياه بها ،العمل الذى نسينا قيمته، الكبير الذى نحترم ظله،الخجل الذى يعلمنا الحضارة، الطموح الذى يعيدنا بشرا.
يارب ..لاتحرمنا من نعمة العقل اجمل هداياك لنا ،لنفكر، اخشى ان اقول :ان العقل سرق في ظروف غامضه ،وقيدت الجريمة ضد مجهول ،لكنها الحقيقه،لاننا لو فكرنا قليلا لاكتشفنا الفرق بين الصواب والخطأ،بين الرذيله والفضيله،بين الظلام والنهار ،بين الظلم والعدل والقهر والحق والخوف والحريه.
يارب..ارزقنا صحبة الصدق التى لاتقول الا الصدق واحمنا من المنافقين والكذابين والمخادعين الذين افسدوا اللون الابيض واغرقونا في الاوهام من اجل مصالحهم ومكاسبهم الخاصه،الذين داسوا على رقاب الحقيقه حتى لايصبح لها صوت ،وهزموا الشباب فياجمل مايملك من امل وحيويه وحماس وايام.
يارب..في كل وقتواى وقت ومهما كان الوقت لانملك الا اللجوء لك لنتاكد ان الحياة ممكنة،ومازلت ممكنه.
كان هذا كفيا لانهى به يومى وابدا في اليوم الذى يليه ان اكمل ما بدات

6 comments:

Muhammad Mammdouh said...

ربنا يخليكو لبعض وعجبنتى جدا المقالة على فكرة

إيناس حليم said...

لولو.. اولا انا متغاظة منك عشان انا مش اول تعليق المرة دي
:))
ثانيا بجد البوست ده رائع و بيوصل احساس جميل و بيبين قد ايه انتي حنينه مع اختك و مع كل الناس
يا بنتي الطيبة دي مش هتنفعك هتجيبك ورا
:)))) بهزر معاكي
ثالثا بجد انا بحييكي على المقالة دي و انها لفتت نظرك انك تكتبي عنها

المقالة جامدة جدا و عايزة تقول حجات كتير أوي في وقت واحد

و هي فعلا قالت كل حاجة
برافووو عليكي يا لولو
ربنا يوفقك يا رب

media said...

محمد ممدوح

امين يارب
ربنا يخليك يا محمد

media said...

ايناس

انا مقدرش على زعلك يا انوس

ربنا يخليكى

اوعى تزعلى

Anonymous said...

ايوه كدة البلوج اتظبط
بدل من السواد اللى كنتى
معيشانا فيه

media said...

anonymous

ميرسي