Friday, October 16, 2009

شؤون صغيرة


تمر بها أنت .. دون التفات

تساوي لدي حياتي

جميع حياتي..

حوادث .. قد لا تثير اهتمامك

أعمر منها قصور

وأحيا عليها شهور

وأغزل منها حكايا كثيرة

وألف سماء..

وألف جزيرة..

شؤون ..

شؤونك تلك الصغيرة

فحين تدخن أجثو أمامك

كقطتك الطيبة

وكلي أمان

ألاحق مزهوة معجبة

خيوط الدخان

توزعها في زوايا المكان

دوائر.. دوائر

وترحل في آخر الليل عني

كنجم، كطيب مهاجر

وتتركني يا صديق حياتي

لرائحة التبغ والذكريات

وأبقي أنا ..

في صقيع انفرادي

وزادي أنا .. كل زادي

حطام السجائر

وصحن .. يضم رمادا

يضم رمادي..

***

وحين أكون مريضة

وتحمل أزهارك الغالية

صديقي.. إلي

وتجعل بين يديك يدي

يعود لي اللون والعافية

وتلتصق الشمس في وجنتي

وأبكي .. وأبكي.. بغير إرادة

وأنت ترد غطائي علي

وتجعل رأسي فوق الوسادة..

تمنيت كل التمني

صديقي .. لو أني

أظل .. أظل عليلة

لتسأل عني

لتحمل لي كل يوم

ورودا جميلة..

وإن رن في بيتنا الهاتف

إليه أطير

أنا .. يا صديقي الأثير

بفرحة طفل صغير

بشوق سنونوة شاردة

وأحتضن الآلة الجامدة

وأعصر أسلاكها الباردة

وأنتظر الصوت ..

صوتك يهمي علي

دفيئا .. مليئا .. قوي

كصوت ارتطام النجوم

كصوت سقوط الحلي

وأبكي .. وأبكي ..

لأنك فكرت في

لأنك من شرفات الغيوب

هتفت إلي..

***

ويوم أجيء إليك

لكي أستعير كتاب

لأزعم أني أتيت لكي أستعير كتاب

تمد أصابعك المتعبة

إلى المكتبة..

وأبقي أنا .. في ضباب الضباب

كأني سؤال بغير جواب..

أحدق فيك وفي المكتبة

كما تفعل القطة الطيبة

تراك اكتشفت؟

تراك عرفت؟

بأني جئت لغير الكتاب

وأني لست سوى كاذبة

.. وأمضى سريعا إلى مخدعي

أضم الكتاب إلى أضلعي

كأني حملت الوجود معي

وأشعل ضوئي .. وأسدل حولي الستور

وأنبش بين السطور .. وخلف السطور

وأعدو وراء الفواصل .. أعدو

وراء نقاط تدور

ورأسي يدور ..

كأني عصفورة جائعة

تفتش عن فضلات البذور

لعلك .. يا .. يا صديقي الأثير

تركت بإحدى الزوايا ..

عبارة حب قصيرة ..

جنينة شوق صغيرة

لعلك بين الصحائف خبأت شيا

سلاما صغيرا .. يعيد السلام إليا ..

***

وحين نكون معا في الطريق

وتأخذ - من غير قصد - ذراعي

أحس أنا يا صديق ..

بشيء عميق

بشيء يشابه طعم الحريق

على مرفقي ..

وأرفع كفي نحو السماء

لتجعل دربي بغير انتهاء

وأبكي .. وأبكي بغير انقطاع

لكي يستمر ضياعي

وحين أعود مساء إلى غرفتي

وأنزع عن كتفي الرداء

أحس - وما أنت في غرفتي -

بأن يديك

تلفان في رحمة مرفقي

وأبقي لأعبد يا مرهقي

مكان أصابعك الدافئات

على كم فستاني الأزرق ..

وأبكي .. وأبكي .. بغير انقطاع

كأن ذراعي ليست ذراعي


نزار قباني

Saturday, October 03, 2009

الكشكول الازرق


أتعلم كم اشتقت لرؤيتك ..كم اشتقت لمأمني..أتعلم ما هو مأمني هو حضنك الدافئ الذي يأخذني من عالمي إلى عالمك الحالم الرومانسي ..اشتقت لرائحتك وعطرك الذي اعشقه ..اشتقت لهمساتك وصوتك العذب الحنون ..اشتقت لألحانك وكتبك التي تقراها وكل شيء يربطني بك ..اشتقت إلى نفسي التي لا أجدها إلى بقربك ..كم أنا معدمة بدونك ..اقضي يومي بين غسيل الأطباق وتنظيف المنزل وطهي الطعام ..اشعر وكأنني سندريلا ولكن سندريلا وجدت الساحرة التي تخلصها من كل شيء وتأتي بها إليك .أما أنا فلم جد سوى هذا الكشكول الأزرق لأنعى لك فيه همومي وإحزاني بدونك أتعلم إن أكثر ما يعذبني هو بعدك عني اشعر أن هناك مسافات طويلة تبعدني عنك وأنا مكبله لا استطيع الوصول إليك ربما تشعر بما اشعر به الآن ربما تفعل مثلي ألان وتكتب لي في كشكولك الأزرق وتتساقط الدموع من عينيك من شدة الحنين ..لا اعلم أن كنت أزورك بالمنام مثلما تزورني أنت أم لا ولكنى أريدك أن تعلم أني احلم بك كل يوم بل أني اشتاق للنوم حتى أراك ..أتعلم ماذا حلمت ليلة أمس ..حلمت بك توقظني من نومي بحنان شديد وكأنك تخاف أن توقظني وعندما استيقظت طبعت قبلتك على جبيني فشعرت حينها أني مازلت أحيا لأنك تمنحني الحياة بحبك وحنانك ..لا اعلم متى سيكون لقاؤنا لأخبرك بما اشعر به ..لا اعلم أن كان لساني سيتلعثم حينها أم لا ..ولكن إن حدث ذلك ووقفت أمامك عاجزة عن الكلام ..اعلم انك ستشعر بحبي لك ربما من نظراتي الخجولة ربما يعلو صوت دقات قلبي المتتالية فتسمعه ..ولكني اعلم انك ستعلم حينها كم احبك .....لقد حان وقت إعداد الطعام سوف أتركك ألان ولكنك ستظل دائما بقلبي وعقلي ...أتعلم أنهم يقولون لي أني طاهية ماهرة ..أتعلم ما هو السر في ذلك ..هو أنت يا عشقي الوحيد ..فانا أطهو الطعام بنكهتك وهذا ما يجعله أشهى وألذ..احبك كثيرا


جزء من قصتى القادمة.

Thursday, October 01, 2009

في حاجاتي القديمه


في حاجات ساعات بتكون صغيرة وملهاش في نظر كتير أي قيمة
بس عندي أنا ليها قيمة أصلي بحب أوي حاجاتي القديمة
في الصندوق ده اتوجراف مكتوب فيه كلمات بتضحكني وساعات تبكيني
كتبوها ناس بعدوا عن حياتي وناس لسه فيها
في حاجاتي القديمة صورة جمعتني أنا وصحابي بتفكرني بذكرياتنا الجميلة
في حاجاتي القديمة في كتاب شعر لنزار قباني واحد تاني لفاروق جويده
وقصاقيص من جرايد قديمة
في حاجاتي القديمة دورت ليك على جواب في يوم بعتهولي ولا صورة ليك
أو أي حاجه جمعتني بيك ولا تذاكر يفكرني بأيامنا القديمة
بس غريبة ملقتش ليك أي حاجه في حاجاتي القديمة
مع انك كان ليك في حياتي حاجات كتيرة
ولا قتني رافضة افتكر أي حاجه تفكرني بيك أو أي ذكرى حزينة
بس غصب عني نزلت دمعة من عيني على أيامنا القديمة
كانت فعلا أيام جميله كنت لسه صغيرة كنت حتى لسه مفكتش الضفيرة
دموعي دي ماهيش ندم على إلي راح ولا حنين بالرجوع ليه
دموعي دي ..صدقني مش حزينة
دي دموع فرح برجوعي لنفسي تاني بعد سنين الم وحيرة
ودلوقت هقفل صندوقي على حاجاتي القديمة
يمكن في يوم ارجعلها تاني ما هي عادة قديمة
أصلي بحب أوي حاجاتي القديمة
وبحبك أنت كمان بس طبعا مش زي زمان
يمكن حبيتك في يوم واتعذبت في بعادك سنين
وقتلني الحنين
واشتقت يوم للرجوع وفضل قلبي موجوع
مش قادر يحب ولا قادر يبطل دموع
بس أنا قلبي دلوقتى عمره من عمر الزهور
طاير في السما ويا الطيور
ما خلاص داوى جناحه المكسور
وسامحتك من زمان من يوم ما سيبتنى
عشان غصب عنك زي ما قولتلي
منا قلبي لسه طيب من يوم ما عرفتني
وبلاش تبكي قدامي على أيامنا القديمة
لا هي هترجع لينا تاني ولا إحنا هنرجع ليها
وده مش عيب فينا دا العيب كان فيها