Tuesday, September 28, 2010

فلاـــــــــــش بـــــــــاك


مازلت أراك كل يوم بأحلامي مازلت أتذكر كل تفاصيلك ..ملامحك .. كلماتك .. وصوتك الذي مازال يرن بأذني ..أتذكر سنوات عمري التي قضيتها معك كما أتذكرك عندما حلمت بك لأول مرة وددت حينها لو أن أبقى نائمة طوال عمري حتى لا ينتهي الحلم أو استيقظ فأجدك بجواري تداعب خصلات شعري الناعم وتضمني برفق إلى صدرك..أتذكر أيام كنت تغيب فيها عني فتغيب معك شمسي وأبقى أنا وقمري وليلي المعتق بحنيني إليك في انتظارك.. يطول بي الليل ويكاد يغفو القمر .. ومازلت انتظر ..انتظرك بالساعات ولا تأتي.. أنام من تعبي فيوقظني صوتك في ساعة متأخرة من الليل يناديني ..أفيق فلا أجدك ولا اسمع صوتك الذي ناداني ..واكتشف انك لم تأتي وان صوتك الذي ناداني كان يناديني بحلمي ..ابتسم واحتضن دبدوبي وأنام ..أتذكر في أيام مرضي والحمى نار تشتغل بجسدي ووسادتي تحت رأسي جمرة مشتعلة ودقات قلبي أكاد اسمعها أنني كلما نظرت إلى سقف الحجرة أراك مبتسما ..أغمض عيني قليلا فأراك أيضا ..صرت أراك في كل شيء في نومي و يقظتي بين أوراقي وكتبي ..أتذكر أيضا أن مرضي كنت أنت سببه ..يوم عيد ميلادك السابق يمر الآن كطيف أمام عيني أتذكر جيدا انه صادف أول أيام عيد الأضحى ومرور عامان على صداقتنا.. كنت اعد له قبل أن يأتي بأيام كنت انتظر بشغف تلك اللحظة لأكون أول من يهنئك يوم ميلادك الذي نسيته كما قولت لي ..اقلب في أوراقي القديمة فأجد اسمي الذي رسمت لي حروفه بأقلامك الملونة وكانت المرة الأولى التي أرى فيها خط يدك كان جميلا وكان اسمي جميلا ..أنصت الآن إلى صوتك يهمس في أذني ..لبنى.. كنت اسمعه وكأنك تغنيه ...دقات قلبي المسرعة عندما كان يدق هاتفي باسمك لا تزال كما هي كلما تذكرتك وتذكرت يوم قلت لي انك تحبني كدت يومها أطير من فرحتي وأموت من خوفي في آن واحد ..خوفي منك وعليك ولا ادري لماذا كان خوفي عليك اكبر من خوفي على نفسي ..تخوفت كثيرا أن أكون جرحك الذي لم تحسب له حساب لأنني مثل النار كلما اقترب منها رجل احترق وكلما اخبرني رجل انه يحبني رحلت عنه بلا عوده لان قلبي محاط بسد منيع لا يقوى عليه غير رجل قوي وغير متاح لكل من قال يوما انه يريده ..هناك رجل واحد فقط تنفتح له أبواب قلبي المغلقة اعتقدت انه أنت .. أما عن خوفي منك فتعددت أسبابه ويومها قلت لك لنبقى أصدقاء ووافقتني حينها ربما كنت لا تريد خسارتي بأي شكل.. ومر عام يجر عام وصرنا اقرب فاقرب وصرت لا أتخيل أن يأتي يوم وأنت لست بحياتي ..أتذكر أني كنت لا افعل شيء قبل أن أخبرك به ..كان أحيانا يبدو كلامي تافها وحينها أقول لك"متزعلشي مني عارفه أني كلامي تافه واني دوشت دماغك" ولكني كنت أريد أن أخبرك بكل شيء حدث معي أثناء اليوم وكنت تسمعني بالرغم انك أحيانا كثيرة كنت لا تفهم ما أقوله كنت تسمعني وتضحك وتقول انك لم تفهم شيء..ابتسم وأقول لك" خلاص مش مهم هبقى احكيلك بعدين"..وتمر الأيام ونزداد قربا ..ويزداد حبي لك يوما بعد يوم كلما شعرت أن حبي بقلبك يزداد ..أتذكر عرض الرسائل الذي كانت تقدمة شركة المحمول التي نتبعها ..كنت لا أرسل لصديقاتي أي رسالة حتى تبقى كل الرسائل لك وحدك ونظل طوال الليل نتبادل الرسائل التي كان معظمها مكون من اسمي واسمك تناديني باسمي فألبي النداء باسمك وكنت ترجوني أن أرسل لك رسالة تعبر عما بقلبي وكنت أتلبك ولا اعرف ماذا اكتب ..خجلي دائما كان يمنعني من البوح فاكتفي بالصمت ورسالة نصها تصبح على خير ..تعلم أني لم اعد اشترك بهذا العرض على الإطلاق ...
أتذكر شهور فيها افترقنا ..وجئت لي معتذرا على الغياب ..فبكيت كثيرا.. بكاء لم يعرفه قلبي من قبل ولم تتذوقه عيني من قبل بكيت كثيرا إلى أن كاد بكائي يقتلني لا ادري لماذا كنت ابكي ..أكنت ابكي عليك أم منك ..ابكي على قلبي أم ابكي منه..ابكي على حبي لك ..أم ابكي من حبي لك ..ابكي لأنك حقا لا تستحق حبي أم ابكي لأني سامحتك على هجري ..ربما كنت ابكي على موتي الذي اقترب عندما قررت الرحيل بعد ثلاثة أعوام لم أكن اعلم فيهم أني كنت بالنسبة لك دميتك المفضلة التي تحب اللعب بها وقت فراغك وان حبك لي كان بعض من خيالك أو ربما كان من وجهة نظرك بعض من خيالي أنا وان كلامك لي ربما قاله لي شخص أخر ..لان الشخص الذي أحببته يبدو انه كان يعاني نوعا ما من أنواع الفصام العقلي
وألان أطفئ شمعة عيد ميلادي وأتذكر أن عمري توقف يوم رحلت وان حياتي التي أحياه الآن ليست سوى مجرد فلاش بــاك

لبنى غانم